من جريدة الاهرام:-
في هذه الليلة قررت جماهير الزمالك عودة البطولات.
ألعاب القوي المصرية نسفت الواقع.
إن كان الاستاد خرابة فالمسئول قلب الأسد!
بقلم: إبـراهيـم حجـازي
دائما وأبدا تبقي جماهير الكرة اللاعب الأول في فريقها والقوة الأكبر تأثيرا علي فريقها...
جماهير الزمالك أكدت هذا وأثبتت ذلك عندما قررت وقف نزيف الخسائر في تلك الليلة التي قادت فيها جماهير منتمية عاشقة محبة للزمالك معركة القبض علي البطولة لأجل وقف عداد الأيام التي عاشها الزمالك بعيدا عن بطولات والتي تخطت حاجز الـ2000 يوم بدون بطولة!
جماهير الزمالك زحفت إلي الاستاد الذي امتلأت مدرجاته عن آخرها في سابقة إقبال غائبة عن ملاعبنا.. والحضور الجماهيري وبهذه الكثافة فيه رسالة بأن الحضور الزملكاوي منقطع النظير هو ثقة بلا حدود من الجماهير في فريقها الحاضر في المباريات الغائب عن البطولات!. ثقة بلا حدود في لاعبين وطمأنة لأبعد الحدود للاعبين!
الحضور الجماهيري الكبير في مدرجات الاستاد.. حضور عقله الزمالك وقلبه حب وانتماء للزمالك!
وحدث ما أرادته الجماهير الكبيرة والزمالك قبض علي كأس مصر بعد موقعة بالغة الصعوبة والجماهير العظيمة هي التي رجحت كفة الزمالك..
جاء الانتصار وهو في المقام الأول إنجاز جماهير حضورها الكبير حمل معه ثقة وطمأنة أكبر وأكبر للاعبين كانوا في أشد الحاجة للثقة والحب والتقدير والتشجيع!. وجود الجماهير بهذا الحجم وذاك التوحد.. أزاح القلق والشك والخلافات والنفسنة من القلوب والعقول والنفوس فأطلت الانتصارات برأسها!
حبا واحتراما وتقديرا لجماهير الزمالك الوفية التي جعلت من استاد القاهرة ليلة نهائي الكأس طاقة عطاء هائلة أعادت الزمالك إلي طريق البطولات!
أعظم ما في هذه الحدوتة أن الجماهير بوعيها وحسها أدركت أن الحل الأوحد في التوحد والتلاقي علي هدف واحد هو الزمالك ولهذا انتصر الزمالك!
تحية إلي جماهير الزمالك..
تحية إلي فريق الزمالك الذي لعب النهائي أمام منافس عنيد وانتصر علي عناد المنافس وعلي ضغوط عصبية هائلة أقلها أنه من2000 يوم لم يكسب بطولة!
تحية وتقديرا إلي مجلس إدارة الزمالك الذي تحمل ما لم يتحمله بشر وفعل ما لم يفعله أحد وأكرمه الله بهذه البطولة لأجل أن يرتب نادي الزمالك مرة أوراقه في مناخ انتصار يسوده الهدوء وتغيب عنه الانفعالات والاتهامات والتخوينات!
...............................................
من1948.. سنة بداية مسابقة الدوري الكروي وحتي هذه السنة لم يحدث عقب نهاية أي موسم كروي أن أعلن اتحاد الكرة تقريره الفني عن الموسم المنقضي.. إيجابياته إن كانت هناك إيجابيات وسلبياته.. والتقرير الفني حتمي لأن أي عمل في الدنيا لابد من تقويم له والدوري الكروي مع أعمال كثيرة في مجالات كثيرة لا أحد فكر في تقويم لها ولا أحد سيفكر انطلاقا من نظرية أنه طالما الأمور تسير فلماذا نفتح علي أنفسنا فتحة بدون داع لأجل كلام فارغ في فارغ اسمه التقويم.. قال يعني أنجزنا كل حاجة ولم يعد ينقصنا إلا التقويم!
النظرية التي شرحتها في السطور السابقة قائمة وموجودة والعمل جار بها وكل من يؤمنون بها هم من يضعون مصلحتهم فوق كل المصالح وهؤلاء قوة تتعاظم.. قد لا يعرفون بعضهم بعضا لكن مصالحهم واحدة وهي بقاء الوضع كما هو عليه, وتلاقي المصالح الخاصة وتوحدها جعل من أصحابها قوة هائلة!
أعود لموضوع التقويم الدوري الذي هو حتمي لأي عمل.. وأشير إلي أن الدوري الكروي منذ بدايته قبل60 سنة لم يفكر أحد في تقديم تقرير فني عقب نهاية الموسم يتناول كل الأمور الفنية.. الأهداف وكيف جاءت.. تسديدات ومن خارج المنطقة أو داخلها والنسبة بينهما وأهداف الرأس وأهداف ضربات الجزاء وعدد التسديدات علي المرمي وكم تسديدة تحت العارضة وبين القائمين وكم تسديدة في أعمدة الإنارة والتمريرات الصحيحة والتمريرات المقطوعة والتحركات دون كرة ومعدل جري اللاعب في المباراة ومدة بقاء الكرة في الملعب خلال المباراة والحلول الفردية للاعبين والعنف والإنذارات وحالات الطرد ومعلومات أخري كثيرة كثيرة يتم تحليلها ووضعها في مكانها بالتقرير الفني للموسم الذي هو أهم من أي شيء حدث في الموسم ولهذا لن نري يوما تقريرا فنيا!
........................................................
** يقيني أن ما فعله الكابتن أنور سلامة هو أهم حدث فني في الموسم الكروي المنتهي!
لا.. الذي فعله أنور سلامة هو الحدث الفني الكروي الأهم علي الإطلاق!. ليه؟
لأن أتخن مدرب مع أتخن فريق في أي مكان بالدنيا إذا أراد تغيير صفوف فريقه بناشئين صاعدين مكان الكبار.. عملية التغيير هذه.. تستغرق موسما علي أقل تقدير فيه لا أحد يسأل المدرب عن نتائج أو يكلمه في مستوي!
الكابتن أنور سلامة فاجأنا بعمل فذ وعملية التغيير التي تستغرق موسما نفذها هو في الفاصل ما بين الدورين الأول والثاني للدوري المنقضي!
في الدور الأول إنبي يلعب بفريق وفي الدور الثاني إنبي فريق مختلف تماما بعد التغيير.. فماذا حدث؟
إنبي الجديد أو إنبي الدور الثاني أو إنبي بعد التعديل.. فريق يضم سبعة علي الأقل من صغار السن من الناشئين ورغم هذا التغيير الجذري في الصفوف.. إنبي الجديد هو بطل الدوري العام في الدور الثاني أي أنه الفريق الوحيد صاحب أفضل نتائج في الدور الثاني!
إنبي الجديد لعب أفضل مباريات وحقق أفضل نتائج في الدوري وواصل تقدمه في كأس مصر حتي وصل إلي النهائي أمام الزمالك ولعب مباراة رائعة فيها هو الأكثر استحواذا والأكثر فعالية والأكثر جماعية والأكثر فرصا مهدرة ومع هذا خسر المباراة والكأس بعد أن انهزم2/1.
خسر إنبي بطولة قريبة منه والخسارة منطقية لأن المنافس الزمالك فريق عتيد ولأن النشء الصغير الذي نفذ عملية تجديد صفوف إنبي في لا وقت.. هذا النشء قليل الخبرة!
هذا النشء علمه أنور سلامة النظام والالتزام في لا وقت وبهما قطع مسافات في عملية التجديد.. ولكن!
نفس هذا النشء خبراته بنفس حجم سنه.. والخبرات تكتسب بالممارسة والوقت لا بالكلام والتلقين!
يبقي السؤال: كيف فعلها أنور سلامة؟
كيف جدد فريقا بالكامل وغير صفوفه وثبت مراكزه وحقق أفضل نتائج وكل هذا ما بين الدورين الأول والثاني!
تحية إلي شباب إنبي الرائع
تقديرا إلي مجلس إدارة فاهم وواع.. يدعم ويؤيد دون أن يتدخل ويؤخر!
تحية وتقديرا وإعجابا إلي الجهاز الفني المدرب العام هاني رمزي ومدير الكرة علاء عبد الصادق والمدرب طارق عبدالله ومدرب حراس المرمي خالد خليل والمدير الفني الكابتن أنور سلامة.
........................................................
** ألعاب القوي المصرية كل فترة تفاجئنا بحدث مهم وآخر أحداثها أو إنجازاتها أراه حدثا هائلا بكل المقاييس لكن أحدا لم يلتفت إليه أو يتوقف أمامه ومن عنده وقت لهذه التفاهات والصراع وقتها في ذروته علي المركز الثاني للدوري!. من عنده وقت ينظر لألعاب القوي وعمليات انتقال لاعبي الكرة في ذروتها؟. ما علينا!
ألعاب القوي أري أنها مخطئة وغلطانة لأنها اختارت وقت الكرة لتحقق فيه إنجازاتها وهي تعلم أنه لا صوت يعلو علي صوت الكرة ونجومها في بر مصر المحروسة!
ألعاب القوي المصرية غيرت واقعا كاد يكون حقيقة ثابتة.. والواقع الذي عشناه سنين طويلة هو أن المصريين ليس لهم في سباقات العدو.. ربما لأسباب وراثية وربما لأسباب بيئية أو للاثنين معا.. المهم أنه ليس لنا فرصة أن يكون لدينا عداءون علي مستوي عالمي.. إلا أن!
ألعاب القوي فاجأتنا ببطل مصري هو عمرو إبراهيم مصطفي سعودي وهو الآن أسرع عداء مصري وعربي.. تأهل لدورة بكين في سباق200 متر وهو أول بطولة العالم للجامعات في نفس السباق ورقمه20.64 ثانية في بطولة العالم للصالات المغطاة بمدينة فالينسيا وفيها سجل أحسن رقم عربي(6.69 ثانية) في سباق60 مترا عدوا.
ألعاب القوي عادت لتفاجئنا والمفاجأة مذهلة!
الرقم العالمي للشباب في الرمح صاحبه بطل مصري اسمه إيهاب عبد الرحمن!
معني الكلام أن البطل المصري إيهاب عبد الرحمن هو صاحب أحسن رقم رمح في العالم للشباب!
هذه حقيقة وحدثت من أسبوعين تقريبا والذي حدث لم يحدث من قبل في تاريخ مصر حيث أرقام الرمح والجلة والقرص بعيدة عن العالمية.. وفجأة!
اتحاد ألعاب القوي المصري برئاسة أشرف بكير يقدم لنا مفاجأة من العيار الثقيل.. أزاح بها واقعا كدنا نصدقه يقول إن العدو ليس لنا فيه والرمي والدفع والقذف مجال أفضل لنا أن نبتعد عنه!
أشرف بكير ورجاله جعلونا نتأكد من أن المستحيل وهم.. وأننا المصريين نقدر علي أي شيء وكل شيء!
تحية واحتراما وتقديرا لألعاب القوي المصرية.. إدارة وأجهزة فنية وأبطالا وربنا يسعدكم بقدر الأمل الذي أعدتموه إلي حياتنا في أن يكون لنا أبطال عالميون في أم اللعبات.. ألعاب القوي!
........................................................